En esta página puede obtener un análisis detallado de una palabra o frase, producido utilizando la mejor tecnología de inteligencia artificial hasta la fecha:
الطرب (بالسواحيلية: Taarab أو Tarabu) هو لون موسيقي شائع في تنزانيا وكينيا، تأثر بالتراث الموسيقي في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. صعد نجم موسيقى الطرب سنة 1928، مع بزوغ نجم ستي بنت سعد ـ التي يحلو للبعض مقارنتها بمعاصرتها المصرية أم كلثوم ـ كأول فنانة بارزة في هذا اللون الموسيقي.
وفقًا للرواية الشائعة في تنزانيا، فإن السلطان برغش بن سعيد، ثاني سلاطين زنجبار (1870 ـ 1888)، هو الذي أدخل موسيقى الطرب ـ التي كان يهواها ـ إلى زنجبار، لتنتشر لاحقًا إلى منطقة البحيرات العظمى الأفريقية. وتذكر الرواية أن السلطان استحضر فرقة طرب من مصر لتؤدي أغانيها بين يديه في قصره المسمى ببيت العجب، ثم أرسل إلى مصر فنانًا يدعى محمد إبراهيم ليتعلم الموسيقى والعزف، فكوّن محمد إبراهيم لدى عودته فرقة طرب زنجبارية.
الموسيقى التقليدية في أفريقيا قديمة تاريخياً وغنية ومتنوعة، نظراً للمساحة الشاسعة في القارة، حيث تتمتع مناطق ودول مختلفة في أفريقيا بالعديد من التقاليد الموسيقية المتميزة. الموسيقى في أفريقيا مهمة جداً عندما يتعلق الأمر بالدين. وتُستخدم الأغاني والموسيقى في الشعائر والاحتفالات الدينية لنقل القصص من جيل إلى جيل، وأيضاً للغناء والرقص عليها.
تُمرّر الموسيقى التقليدية في معظم القارة شفهيًا (أو سماعيًا) ولا تتم كتابتها. في التقاليد الموسيقيّة الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، يُعتمد في كثير من الأحيان على آلات الإيقاع من جميع الأنواع، بما في ذلك السيلوفون (الخشبية)، الدجمباي (نوع من الطبول الأفريقية)، الطبول، والآلات الموّلدة للنغمات مثل الكاليمبا (الأمبيرا) أو «بيانو الإبهام».
تشمل موسيقى ورقصات الشتات الأفريقي، التي تشكلت بدرجات متفاوتة نسبةً للتقاليد الموسيقية الأفريقية، الموسيقى الأمريكيّة والعديد من أنواع الموسيقى الكاريبيّة، مثل السوكا والكاليبسو «انظر كايزو» والزوق. وقد تأسست أنواع الموسيقى في أمريكا اللاتينية مثل الرومبا والكونجا والبومبا والكومبيا والسالسا والسامبا على موسيقى العبيد الأفارقة، والتي أثرت بدورها على الموسيقى الشعبية الأفريقية.
تكون الموسيقى الأفريقية إيقاعية جداً مثل موسيقى آسيا والهند والشرق الأوسط. وتتألف الموسيقى الأفريقية من أنماط إيقاعية معقدة، غالبًا ما تتضمن إيقاعًا واحدًا يُعزف مقابل آخر لإنشاء إيقاع متعدد. يعزِف الإيقاع الأكثر شيوعًا ثلاث دقات فوق اثنتين، مثل ثلاثية تُعزف على نوتات مستقيمة. بعيداً عن الطبيعة الإيقاعية للموسيقى، تختلف الموسيقى الأفريقية عن الموسيقى الغربية، إذ إن مختلف أجزاء الموسيقى لا تجتمع بالضرورة بطريقة متناغمة. يهدف الموسيقيون الأفريقيون إلى التعبير عن الحياة من جميع جوانبها من خلال الصوت. وقد تمثل كل آلة أو جزء جانباً معيناً من جوانب الحياة أو طابعاً مختلفاً؛ فالتيمة الرئيسية لكل آلة/ جزء مهمة أكثر من الكيفية التي تتواءم بها الآلات والأجزاء المختلفة معاً.
ليست هناك للموسيقى الأفريقية تقاليد مكتوبة؛ هناك موسيقى مكتوبة قليلة أو معدومة للدراسة أو التحليل. وهذا ما يجعل من المستحيل تقريبًا أن نميز الموسيقى -وخاصة الألحان والنغمات- من قبل الفرق الغربية. هناك اختلافات بسيطة في النغمة لا تترجم بسهولة إلى الترميز الغربي. ترتبط الموسيقى الأفريقية ارتباطاً وثيقاً بالمقاييس الغربية، الرباعي (ثلاث نوتات)، والخماسي (خمس نوتات)، والسداسي (ست نوتات)، والسُباعي (سبع نوتات). ويتحقق الانسجام في اللحن من خلال الغناء في ثلاثيات أو رباعيات أو خماسيات متوازية. ومن بين الأشكال الأخرى التي تمّيز الموسيقى الأفريقية طبيعة الاتصال والاستجابة الخاصة بها: فأحد الأصوات أو الآلات يعزف عبارة صوتية قصيرة، ويرددها صوت أو آلة أخرى. وتمتد طبيعة الاتصال والاستجابة إلى الإيقاع، إذ يعزف طبلٌ ما نمطاً إيقاعياً، ويردده طبل آخر يعزف نفس النمط. الموسيقى الأفريقية مرتجلة أيضاً. عادة ما يُعزف نمط إيقاعي أساسي مع طبّال ثم تُرتجل أنماط جديدة مبنيّة على الأنماط الأصلية الثابتة.